يا سيد الكون يا تاجاً على القمم
في مدح خير البرية ومعلم البشرية
ميميةٌ صــاغها من حــرقتي ألــمي * معـــسولةُ اللفظِ يحلو وزنُها بفَـمِي
فيــها المــعاني بنفـحِ الـحبِ مفعـمةٌ * سـطرتُها عــذبةًً يــشدو بها قــلمي
قطفتُ أزهارها من دوحةٍ صـدحتْ * فيها الــبلابلُ بالألـــحانِ والنَّـــــغمِ
لما همى القــلبُ أطلـقتُ العِــنانَ له * فـــهامَ طرفي بـــدمعٍ منه مُــنَسجِمِ
أكنَنْتُ في القلبِ حباً لا يخالطُه شكٌ * وتــعلــو به بين الـــــورى هِـممي
ابطـيتُ أكــتُمُه ، حتى أذعـتُ به * حـــباً أذابَ فُــــؤادي غيرَ مُنـــكتِم
حـــــــباً لخـــيرِ عــــبادِ اللهِ كلِـــهِمُ * خيرِ البريةِ من عُــربٍ ومن عـجمِ
يا خيرَ من سارَ فوقَ الأرضِ قاطبةً * يا سيدَ الكـــونِ يا تـــاجاً على القِمَمِ
صلى عليكَ الذي أعـــطاكَ صفوَتَه * لكي تكـــونَ شــفيعَ اللهِ في الأُمَـــمِ
أتــاكَ جِــبريلُ بالــقرآنِ يحــــــملُه * فقمتَ *في الناسِ لم تكـــسلْ ولـم تنمِ
وجئتَ بالــنورِ في الآفــاقِ تنــشرُه * يا منقذَ *الناسِ من ديـجـــورةِ الـظُلَمِ
ربـــاكَ ربـُـكَ بالــقرآنِ فـاكــتمـلتْ * فيكَ الخصا*ئلُ من جـــودٍ ومن كـرمِ
كل الــذينَ أتوا بالـــزورِ ما بلـــغوا * مـــا أمَّــلُوهُ* ولم يخـــلوا من الـــنَّدمِ
حـــثالةٌ ورعــــاةٌ لا عـــــقولَ لهم * غُــلْفُ البــــصائرِ والآذانُ في صَـمَمِ
قلوبــُهم قد عـــلاها الرانُ فامتلأتْ * حـقداً وبغـــضاً فهم قـــــومٌ بلا ذمــمِ
أبــناءُ قـردٍ وخــنزيرٍ إذا نُســـــبوا * مِنْ نسلِ عُــبَّادةِ الأوثـــــانِ والصََّـَنمِ
شــاهتْ وجـوهُهم خــابتْ ظــنونُهم * عليـــهم لعـــنةُ الـــرحمنِ ذي النِّـــقَمِ
أيهزؤون بــمن نـــرجو شــــفاعَـته * إذا تـــقاذفـتْ الـنــــيرانُ بـــالحـِـــمَمِ
هو الحـبيبُ أبــو الــزهراءِ ســــيدُنا * إلـــيه يُنسبُ كلُ الفــــضلِ والشــــيمِ
في كــفه آيــــة للــــجود بــــاهــرة * يعطي عـــطاءً فلا يخشى من العدم
أتى قَــتادةُ ـ لــــــما عـيـنُه فُـقِـأت * فردَّهـا فانتهى مــا كــــانَ منْ ســَـقَمِ
والقومُ لما أصــــابَ القحطُ أرضَهُم * جاؤُوهُ يشكــون من بؤسٍ ومن سـَـأمِ
وكان يخطبُ فيهم حـيـنها ارتـــفعتْ * يـداه يدعـو ، فـــــجادَ اللهُ بالنِّـــــعَمِ
حنتْ له النوقُ والأشجارُ قد سجدتْ * والجــذعُ حنَّ ، وأبدى لـوعةَ الألــمِ
لا تعجــبوا من فـؤادي حينَ حنَّ له * فـحـــبُه بـعد حـبِ اللهِ مــلءُ دمــي
كم من فــــؤادٍ أذابَ الـشوقُ مُهجتَه * و شاربٍ لــهوى المـــختارِ في نـَـهَمِ
لـو أن موسى وعيسى بين أظـهرنا * ساروا على نَهـــجِه ســــاقاً على قدمِ
صلى عليهِ إلــــهي كلَّـــــما بزغتْ * شمسٌ ومـــا فــاحتِ الأزهــارُ بالنَّسَمِ
وكلــــما لاح بـــــرقٌ وانهمى مطرٌ * وكــلما ناحتِ الـــورقــاءُ في الحَـرَمِ
بقلم : الأستاذ / محمد مديس الثقفي .[center]